2009-04-26

بتعاون دولي تتضمن منظمة اليونسكو العالمية و مكتبة الكونجرس وجهات عالمية أخرى، وبدعم مالي من عدة دول عالمية وعلى رأسها الممكلة العربية السعودية تم اليوم الثلاثاء افتتاح المكتبة الرقمية العالمية.

وتعتبر المكتبة الرقمية العالمية الجديدة موقعا إلكترونيا زاخراً بالمعلومات ، حيث يتضم مجموعة من المراجع والوثائق والمخطوطات النفيسة تعود إلى فترات تاريخية مختلفة وتساهم فيها جهات عالمية عدة.

ومن بين ما ستوفره المكتبة الرقمية العالمية والتي اطلقت من العاصمة الفرنسية باريس ، مخطوطات صينية قديمة وأخرى عربية وإسلامية إضافة الى وثائق تاريخية من القارة الأمريكية وأوروبا وبقاع أخرى من العالم.

وتتيح المكتبة لمستخدميها الاطلاع على كنوز العالم المعرفية والثقافية عبر هذا الإرشيف الإلكتروني الذي يتضمن مقتنيات أكثر من 30 مؤسسة عالمية.

ويهدف مشروع المكتبة الكبير الى توسيع حجم الاطلاع على المنتج الثقافي والمعرفي الكوني عبر الوسيلة التي يتسع انتشارها واستخدامها في ارجاء المعمورة اي الشبكة الإلكترونية، مما يسهم في ردم الهوة الحضارية بين أطراف العالم، ويعمق التفاهم الانساني ويصبح أداة تعليم وبحث نادرة.

تفاعل الثقافات

وقد اعتبر مدير مكتبة الكونجرس “جيمس بيلينجتون” والذي يقف وراء فكرة المكتبة العالمية، في تصريح للصحافة: “إن إطلاق المكتبة سبيل لتحفيز الناس على التفكر في تفاعل مع بقية الثقافات ، وهو ما نأمل أن يعزز التفاهم الإنساني والرغبة بالاطلاع على المنجزات الثقافية على الصعيد الإنساني”.
المكتبة الرقمية تحوي كنوزا معرفية عالمية مهمة

وستتضمن المكتبة نفائس المراجع بما في ذلك ارشيف مكتبة الكونجرس والتي تأسست عام 1800، ومواد من مختلف أنحاء العالم ، منها وثائق ومقتينات من الجهات المشاركة مثل مكتبة الاسكندرية ودار الكتب والمحفوظات المصرية والمكتبة الوطنية العراقية، إضافة الى جهات ثقافية ومكتبات من السعودية وقطر والمغرب، ومن دول أخرى بينها بريطانيا وفرنسا وروسيا والبرازيل والصين واليابان وغيرها.
وقد وجه القائمون على المشروع الدعوة الى المكتبات والمتاحف ومكتبات الإرشيف والمعاهد والتي ترغب بالمشاركة في مجموعاتها من الوثائق والبحوث للمشاركة في خزائنها، لتصبح أداة واسعة للبحث والتعليم.

ومن أهم المستفيدين من المشروع الجديد الدارسون والأكاديميون وغيرهم من المهتمين بالاطلاع على ما أنتجته وتنتجه البشرية من معرفة.

سبع لغات من بينها العربية

ويمكّن الإرشيف الإلكتروني الضخم مستخدميه بالوصول إلى مخطوطات ووثائق تاريخية وخرائط ومطبوعات وارشيف موسيقي وآخر للصور وملفات بسبع لغات حية هي اللغات المستخدمة في الأمم المتحدة وطبعاً  اللغة العربية من بينها.

خارطة العالم تعود للقرن 16 وتشير الى أمريكا بالإسم من بين المواد المعروضة

ومن الوثائق الأمريكية التي ستوفرها المكتية الرقمية العالمية: إعلان الاستقلال والدستور الأمريكي وصور الحرب الأهلية وإعلان إلغاء العبودية، إضافة الى وثائق الهجرة والتجنس لمشاهير أمريكيين.

كما يمكن إجراء البحث داخل المكتبة الرقمية باللغات السبع: الإنجليزية والعربية والصينية والفرنسية والروسية والاسبانية والبرتغالية.

وستضاف هذه المكتبة الرقمية الى مواقع أرشيف عالمية أخرى من أهمها موقع جوجل للكتب وموقع المكتبة الأوروبية “يوربينا”.

وتأمل اليونسكو بأن تساهم هذه المكتبة في إرساء الاهتمام بالثقافات الأخرى ومد جسور المعرفة والتواصل أكثر بين الشعوب العالم وتقريبها من بعضها.