2009-05-31

في ضوء التسوية المقترحة والتي توصلت إليها العام الماضي عملاقة محركات البحث على شبكة الانترنت ” جوجل ” مع المؤلفين والناشرين الذي قاموا بمقاضاتها نتيجة قيامها بنشر مؤلفاتهم على الإنترنت دون الحصول على موافقة مسبقة منهم ، فقد أصبحت جامعة ميتشيغن الأميركية صاحبة أول مكتبة تقوم بتعديل صفقة مسح الكتب الخاصة بها على شبكة الإنترنت مع جوجل. وقالت تقارير صحافية مؤخراً أنه وكجزء من تلك الصفقة المُعدلة ، يمكن لباقي المؤسسات أن تقوم بدفع اشتراكات كي تتمكن من تصفح الكتب الرقمية الخاصة بجامعة ميتشيغن. ومن منطلق أن شركة جوجل هي من ستقوم بتحديد تلك الرسوم ، حيث أصبح بمقدور جامعة ميتشيغن أن تعترض بدورها على قيم تلك الرسوم والقيام بتحديدها ، كما أنها ستقوم الأطراف المعنية بتسوية أي خلافات في الحكم.

وقد أشارت التقارير إلى أن هذا الاتفاق جاء في أعقاب اتفاق تسوية مقترح والذي تم التوصل إليه في شهر تشرين الأول - أكتوبر الماضي بين شركة جوجل وجمعية المؤلفين ” أوثورز جيلد ” واتحاد الناشرين الأمريكيين ، الذين قاموا بمقاضاة جوجل في وقت سابق لانتهاكها حقوق التأليف والنشر ، على خلفية قيامها بنشر مؤلفات وكتب خاصة بهم على الإنترنت دون الحصول على تصريح من مالكي حقوق النشر لتلك الكتب.

وقالت الناطق باسم جوجل ” جيني جونسون ” ، أنه سيتم تحديد رسوم خاصة بالدخول إلى الكتب الرقمية على أساس المستويات ، ولذلك قد تقوم مؤسسة مثل هارفارد بدفع مبلغ أكبر من المبلغ الذي قد تدفعه إحدى المكتبات العامة الصغيرة .

وستتمكن أيضا ً أي جهة أدبية من السماح للرعاة بمشاهدة الكتالوج الكامل للكتب الرقمية الخاصة بالجامعة بصورة مجانية من خلال إحدى الحواسيب. وإذا ما رغبوا في أن يُسمح لهم بالدخول للتصفح والاطلاع بشكل أكبر ، سَيُلزم عليهم أن يدفعوا الاشتراكات أولاً. وسوف تتبرع جوجل أيضا ً بـ 5 ملايين دولار على الأقل لجامعة ميتشيغن وغيرها من المؤسسات الثقافية والأدبية التي تقوم بالتوقيع على اتفاقات جديدة لمسح الكتب ونشرها على شبكة الإنترنت ، لتدعيم نوعية البحث التي يتيحها مثل هذا الكتالوج الضخم للكتب الرقمية.

وأضافت جونسون ” يُقدِم هذا الكتالوج فرص بحث هائلة للأكاديميين وعلماء الحواسيب واللغويين “.

وإذا ما صادقت المحكمة الجزئية الأميركية لمنطقة نيويورك الجنوبية على التسوية التي توصلت إليها جوجل مع مجموعات المؤلفين ، فإنها ستقدم لجامعة ميتشيغن اشتراك مجاني للدخول إلى الكتب التي قامت جوجل بتحويلها إلى رقمية من 29 مكتبة حول العالم. وسيشتمل الاتفاق أيضا ً على المزيد من الدعم للسماح للأشخاص الذين قد تعيقهم بعض الأمور من إمكانية الاطلاع على الكتب ، وسيمكن من تحسين النسخ الرقمية.

كما ينص الاتفاق أيضا ً على ضمانات ، ولذا حتى إذا اضطرت جوجل لترك هذا المجال ، فإن النسخ الرقمية للكتب سوف تظل متاحة وباقية. وبالإضافة إلى ذلك ، فإنه سيترك الباب مفتوحاً أمام شركة جوجل لعرض مواد إعلانية جنبا ً إلى جنب مع الكتب ، وهي نفس الطريقة التي اتبعتها مع الكتب التي قدمها الناشرون في بحث الكتب.

وقد لاقت هذه التسوية قدرا ً من الانتقادات اللاذعة من جانب البعض ، فقالت باميلا صامويلسون ، وهي أستاذة بجامعة كاليفورنيا في بيركيلي، أنه يُمثل وسيلة في واقع الأمر لنقد ما تُسمى بالأعمال اليتيمة ، كما أنها مليئة بالشكوك حول إذا ما كانت تلك الصفقة تمثل المصالح الفضلى لمؤلفي مثل هذه الأعمال أم لا.

وقالت جماعة المراقبة الاستهلاكية غير الربحية أن هذا الاقتراح يعطي جوجل حمايات خاصة ضد الدعاوى التي قد تُرفع ضدها بشأن الأعمال اليتيمة. وقد أشارت إلى أنه سيحبط باقي منافسي جوجل ولن يمكنهم من خوض تجربة العمل في تجارة الكتب الرقمية إلى أن يتمكنوا من التفاوض على طريقة حماية مشابهة مثل التي قامت بها جوجل .