تنطلق اليوم الأربعاء 11/11/2009 فعاليات الدورة الخامسة عشرة من معرض تكنولوجيا المعلومات والاتصالات “شــام 2009” وسط حالة من الترقب حيال مدى تأثر السوق السورية بالآثار السلبية العميقة والتي أرختها الأزمة الاقتصادية العالمية على مختلف الأصعدة والقطاعات، والتي أصابت بارتداداتها معظم القطاعات الاقتصادية في المنطقة، بما فيهما قطاعا صناعة المعارض، وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات اللذان يشكلان نمو أو تراخي قطبي الخط البياني لهذه الفعالية السورية بعد خمسة عشر عاماً على انطلاقتها.

وتقول مصادر الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية وهي الجهة المنظمة إن زوار المعرض سيتابعون على مساحة 15 ألف متر مربع، 729 ماركة وعلامة تجارية استطاع المعرض استقطابها من  42 دولة عربية وعالمية، مشيرة إلى أن أوقات الزيارة ستستمر كما في العام الماضي بدءا من الساعة الثانية عشرة ظهراً وحتى العاشرة طوال أيام المعرض الذي يودع موسمه في الخامس عشر من الشهر الجاري.

هذا وينقسم معرض شام 2009 لهذا العام إلى أربعة أجنحة رئيسية: أولها جناح البرمجيات، والثاني جناح الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بينما الثالث جناح التجهيزات والحلول، أما الأخير فهو جناح سوق البيع.

وهذا وقد قلل راكان رزوق رئيس مجلس إدارة الجمعية، خلال حديث لـصحيفة الوطن السورية من الآثار السلبية التي كرستها الأزمة الاقتصادية العالمية على قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنطقة العربية عموما، وعلى معظم القطاعات المحلية خصوصا، مفيداً بذلك في الاستنتاج بأن الدورة الخامسة عشرة من معرض شام ستبقى معدومة التأثر على جانبي العارضين والمتابعين محليا من جهة، محدودة التأثر لناحية الحضور الدولي صناعا ومتابعين من الجهة الثانية.

وبين رزوق أن المعادلة المحلية والإقليمية لمعرض شام بقيت محافظة على دفة توازنها منذ انطلاقته، حيث يتمثل ذلك في بقاء هذه الفعالية الوطنية على خطوطها العريضة التي رسمت منذ البداية، وتحديدا لجهة نشر المعلوماتية بين أوساط المستخدمين أفرادا أولا، مع الانطلاق نحو المستوى التجاري بالقدر الذي يخدم الهدف الثاني على مقلب المؤسسات، حيث أثبت المعرض بأنه نقطة التقاء فعالة بين هؤلاء وبين أحدث ما توصل إليه صانعو تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في العالم، بما يخدم الأهداف في اطلاعهم على الحلول المبتكرة لمشاكلهم، وآليات تطوير الأداء، ومن ثم سد حاجتهم في هذا الجانب.

وقد رأى رزوق أن الاستناد إلى الخط البياني لصناعة المعارض في المنطقة في جانب، ووقائع قطاع تكنولوجيا الاتصالات في المنطقة في الجانب الآخر “يتيح لنا القول إن ثمة نمواً مرضياً لدورة هذا العام عن السنوات السابقة”.

هذا ويشكل معرض “شام 2009″ الذي يعد أحد أبرز المعارض المحلية المتخصصة، انعطافة حقيقية في قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، إذ ساهم منذ انطلاقته في عام 1993، محورا مبكرا وأساسيا في إطفاء الهوة الرقمية بين الواقع السوري وبقية العالم، إن على صعيد توفير احتياجات الأفراد من التقنيات الرقمية والاستهلاكية والملحقات، أم على صعيد دعم أداء المؤسسات من خلال توفير بيئة تواصل مناسبة بين كلا الطرفين منتجي التكنولوجيا الرقمية.

محاضرات وعروض للمشاريع المحلية

ويقام على هامش “معرض شام 2009″ العديد من الأنشطة العلمية والمحاضرات التقنية المتخصصة والتي ستسلط الشركات المشاركة من خلالها الضوء على التطورات التي أدخلتها على نظمها، كما سيشهد المعرض عروضا لبعض المشاريع الرائدة محليا كـ”مشروع مراكز النفاذ الريفية”.

معروضات شام 2009

ويقدم معرض شام 2009 طيفاً واسعاً من الحلول المتخصصة في تكنولوجيات الاتصالات والشبكات، إضافة إلى أجنحة متخصصة بالتجهيزات ونظم وتطبيقات الإنترنت.

كما وينفرد المعرض فسحة خاصة لقطاع الإعلام وتجهيزات الإعلام الرقمي، مركزاً على التكنولوجيات الداعمة للمحتوى العربي ومواقع الإنترنت العربية، إلى جانب العديد من العاملين في هذا القطاع ممن يأملون بالترويج لمنتجاتهم.

ويخصص المعرض مساحة وافرة لتجهيزات وحلول الأتمتة الإدارية والتعليمية والصناعية، لما لهذا القطاع من أهمية على الصعيد المحلي، كما سيتمكن الزائرون من الاطلاع على حزمة من التجهيزات الحاسوبية المتطورة، بما في ذلك الحلول والنظـم، إضافة إلى تطبيقات الوسائط المتعددة والملحقات الحاسوبية الاستهلاكية، لما حظي به هذا الجانب من اهتمام بالغ خلال الدورات السابقة لجهة البائعين والمستخدمين على حد سواء.

ولعل العلامة الأبرز لدورات الأعوام الأخيرة من المعرض، تأتي في المشاركات الواسعة لمزودي خدمات الإنترنت المحليين، وهو ما سيحافظ على وتيرته خلال الدورة الحالية تماشيا مع الاستثمارية الكبيرة التي حققتها هذه المشاركة من جهة الشركات، حيث يتسنى لها تقديم عروضها مباشرة والتعريف بما يميز أحدها عن اللاعبين الآخرين أمام أكبر شريحة ممكنة من المستخدمين والمهتمين بهذا القطاع.

كما يفرد المعرض لمقدمي حلول تصميم واستضافة مواقع الانترنت، ومنتجي المقاسم الهاتفية والهواتف النقالة وملحقاتها.

وكما في كل عام، ستشهد الدورة الحالية “شام 2009″ حضورا مميزا لشركات الجوال المحلية التي عادة ما تغتنم فرصة المعرض في التعريف بخدماتها والتطويرات التي أدخلتها على شبكاتها، مستفيدة في ذلك من جوه الخاص، حيث يتحول المشغلون إلى عارضين والمستخدمون إلى زوار، بعيداً عن أجواء الخدمات والفواتير، وهو ما تجلى خلال السنوات السابقة حضورا كثيفا في أجنحة الشركات التي خصها الزوار بمساحة كبيرة من وقتهم، ولاسيما في أيام عطلة الجمعة، للاطلاع على مختلف الخدمات والباقات، وهو ما قد لا يتسنى لهم في الأوقات الطبيعية.